2017/08/14

مناقشة لجنة السرد باتحاد كتاب مصر للمجموعة القصصية (ولها في الحياة جديد) للكاتبة رانيا مسعود

مناقشة لجنة السرد باتحاد كتاب مصر للمجموعة القصصية (ولها في الحياة جديد) للكاتبة رانيا مسعود




ناقشت لجنة السرد باتحاد كتاب مصر مساء السبت الماضي المجموعة القصصية الأولى للكاتبة رانيا مسعود بعنوان (ولها في الحياة جديد). وأدارت الندوة الدكتورة/ عطيات أبو العينين رئيس شعبة السرد باتحاد الكتاب والدكتورة/ نوران فؤاد مقرر شعبة السرد بالاتحاد. وقد أكدتا على تمكن الكاتبة من أدوات السرد وأشادتا باللغة الواضحة والعميقة التي التزمت فيها الكاتبة بقواعدها، كما أكدت الدكتورة نوران فؤاد على نقاط تميز المجموعة من استلهام روح النص القرآني من بداية العنوان (ولها في الحياة جديد) والذي يعيد في الأذهان الآية القرآنية: (ولكم في القِصاص حياة)، كما أكدت على احتواء الكاتبة للأدب العالمي كالأدب الروسي، معربةً عن إعجابها بالمجموعة الأولى للكاتبة بقولها: أتخيل أن رانيا مسعود إذا مارست كتابة الرواية فلن تواجه أية متاعب أو صعوبات. كما أوضحت أن أبرز ما انشغلت به الكاتبة في قصصها الستة عشر الخريطة الإنسانية لمصر، فقد عبرت الكاتبة عن المرأة المصرية والتي تعد بمثابة الشجرة التي تعطي بلا مقابل بل ولو أخذت لا تأخذ إلا القليل. وأكدت على إعجابها باختيار الكاتبة للعناوين التي اتسمت بالاقتراب من الواقع المعيش كما في قصة براءة، عين سحرية، رسمتي. شارك المناقشة الأستاذ/ السيد حسن مقرر شعبة شعر الفصحى باتحاد الكتاب والمدير العام لإذاعة البرامج الثقافية في الإذاعة المصرية وأكد على براعة الكاتبة في رصد اللحظة وكأنها تحيلنا إلى الأداء السينيمائي مشيرًا إلى أن رانيا لديها بالفعل كتاب عن السينما تتحدث فيه عن موضوعاتها بلغة أدبية بالغة الرهافة. كما أكد على أن الكاتبة أعادت إلى السرد فكرة تبني الكتابة للذات قبل الكتابة للآخرين والتي تراجعت في الآونة الأخيرة، حتى أن بعض الكُتَّاب أصبح لا يستسلم إلى فكرة تناول الكتابة الذاتية من البداية. وأكد كذلك أن القارئ للمجموعة يدخل بسهولة إلى عالم رانيا مسعود الشخصي الحقيقي. وأن أبرز القصص قصتا الرجل الأبيض وطاولة جدتي واللتان تبرزان شبكة العلاقات الاجتماعية بين الطفل وأبناء الجيران وبين الجارات بعضهن البعض كما تبرز قصة الرجل الأبيض مضمون العلاقات الاجتماعية وتنذر بانهيارها في مجتمعنا وكأن طيف الرجل الغريب الذي دخل إلى الحارة لم يكن إلا مفجرًا للمشكلات الاجتماعية التي تفاقمت في حياتنا حد اجتياحها الحارة التي تمثلت قديمًا لدى نجيب محفوظ في رواياته واتسمت بالمزيد من الترابط الإنساني في شبكات العلاقات، بينما هنا نجد التفاوت العمري الذي أدى إلى وجود الخلل حتى في أبسط العلاقات الأسرية بين الأبناء والأسرة والتي عانت منها السيدة العجوز حتى أنها تظن أن الشبح القادم إليها ربما يكون هو الابن الهاجر لها. كما أدلت الإذاعية اللامعة الأستاذة/ جيهان الريدي رأيها في المجموعة موضحةً أن رانيا تنزل إلى الجماهير في الشارع لا لتتفاعل فقط معهم إنسانيًّا بل لتسجل عنهم كل لقطاتها التي ترصدها عنهم في قصصها، فنجدها مثلًا لا تكتفي بمقابلة البواب أو البائع بل تحاول أن تشاركه الهم المجتمعي وتستقي منه عالمه الذي تعبر عنه ببساطة في قصصها. وأشارت إلى وضوح الحديث في بعض القصص الذي كانت تتمنى فيها لو أدتها رانيا بالمزيد من التعبير بالمفاجأة. والترميز الذي يصل إلى حد الغموض في قصص أخرى كما في قصة (تأملات في المرآة)، بينما أوضحت إعجابها بالمقدمة الأدبية التي استخدمتها كمدخل للقصة ذاتها على الرغم من طولها. جانب من السادة الحضور اختتمت الدكتورة عطيات أبو العينين الندوة بالإشادة بالمجموعة وبالالتزام اللغوي للكاتبة، واستمعت إلى آراء الجمهور ومداخلاتهم، ثم إلى بعض المقطوعات الشعرية التي أنهت بها الجلسة.

ليست هناك تعليقات: